باسم الله العلي القدير
أهلي وعشيرتي
أبناء بلدتي الاْفاضل
حضرات الآباء الكهنة والأخوات الراهبات
حضرات الضيوف الكرام .
باسمي وباسم زملائي في قائمة الاستقلال والتنمية أعضاء الهيئة التوافقية لبلدية الطيبة أتوجه إليكم بهذه الكلمة فأهلاً وسهلاً بكم بين أهلكم وعشيرتكم ، أهلاً بكم على إختلاف مشاربكم ومواقعكم ، أهلاً بكم على تراب هذا الوطن الذي ما زال يئنّ من قسوة الإحتلال ، أهلاً بكم في هذه المناسبة الطيبة وسلام الله عليكم ورحمته ، سلام نبيّ الرحمة للبشرية أينما كان تواجدها على هذه الأرض الطيبة ، سلام المسيح عليه السلام والذي جاء برسالة الهدى والتعايش بين الأمم والشعوب ليعمّ على الأرض السلام .
نعم أيها الأخوة المشاركون في هذا الحفل الكريم ، يشرفني بل ويسعدني أن اقف بينكم الآن شاكراً لكم توافقكم على هذه الهيئة لخدمة هذا البلد الطيبب الذي أسماه أجدادنا بالطيبة لطيبة موقعها وطيبة أهلها . ذلك البلد الذي ولدنا على ترابه وترعرعنا فيه طفولة وشبابا وأصبح من حقه علينا أن نردّ له الكثير ليبقى كما عهدناه مميزاً بمجتمعه بعاداته وتقاليده بواقعه التاريخي مميزاً من حيث الإعمار والتوافق بين جميع المقيمين على أرضه وترابه .
نعم أيها الأخوة المشاركون ، لقد كان قدرنا أن نولد في هذا العصر ، عصر التقنية والعلوم ، عصر الحضارة والصراع . فإما أن نسابق الزمن للحاق بهذا الركب وإما أن يخلفنا ورائه لعدة قرون ، رغم إيماننا بأن هذه الأمة لا تنقصها العقول النيرة ولا الإمكانيات المادية ولا الأعداد البشرية وقد ميزها الله عن غيرها بذلك الموقع الجغرافي الجميل وبهبوط الرسالات السماوية ، ووفر لها تلك المساحات الزراعية الشاسعة والأماكن الدينية المتعددة . وكلنا أمل أن تصحو ذات يومٍ من سباتها الطويل لتكون رائدة بين الأمم بالعلم والعدل والتعايش . ورافضة للتدخل في شؤونها ورافضة كذلك أن تبقى الضحية .
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أحيي جميع الأخوة والزملاء الذين سبقونا على خدمة هذه البلدة من مجالس قروية وبلديات ومؤسسات خيرية وكشفية وتعاونية وشبابية ليبقى مصدر إشعاعٍ للعلم والمعرفة بمدارسه المميزة ، بكنائسه الشامخة ، بآثاره السياحية والتي وضعت على خارطة السياحة العالمية ، بشوارعه المعبدة ، ببلدته القديمة المعمّرة ، بمبنى البريد المستحدث ، بمشروع الصرف الصحي ، بمشروع مركز الدفاع المدني والشرطة ، بمهرجان الطيبة للمنتوجات الوطنيةوا لجهود الجبّارة التي بذلت في إنجاحه ، ناهيك عن دار الرعاية لمن تقدم بهم العمر ولم يجد أسرا ترعاهم ، فرعتهم هذه البلدة . وهنا أخص بالذكر اّبائنا الكهنة المتعاونين مع الأب رائد أبو ساحلية والذي بذل الكثير الكثير من جهودٍ لأنجاحها فلهم منا جزيل السشكر والتقدير . وفق الله الاْب رائد في موقعه الجديد وبارك الله في خلفه الأب عزيز حلاوة راعي طائفة اللاتين المعين فأهلاً وسهلاً به بين أهله وربعه . كما ونخص بالذكر الأب داؤد خوري راعي طائفة الروم الأرثوذكس والأب جاك عابد راعي طائفة الروم الكاثوليك على جهودهم الداعمة لهذه البلدة في المجال الديني والإجتماعي والثقافي والعمران .
نعدكم ايها الأخوة والأخوات أن نكون اوفياء أن نكون أمناء وأن نطبق وننفذ ما جاء في رسالتنا المطروحة عليكم ورؤيتنا المستقبلية للمشاريع المقترحة فيه وتطبيقها على أرض الواقع بتعاونكم ومؤازرتكم ودعمكم وتشجيعكم ومساندتكم . وهنا أوجه التحية الى رابطة ابناء الطيبة في الولايات المتحدة الاْمريكية ورئيسها الموجود بيننا الاّن السيد نجيب خوري ورابطة اهالي الطيبة في الاْردن واخوتنا في دول امريكا اللاتينية والوسطى وكافة أهلنا في بلاد الاغتراب الذين وقفوا مع بلدتهم ودعموها ولا زالوا يدعمونها فلهم منّا جزيل الشكر والتقدير .
نعم أيها الأخوة إذا كان قدرنا كما ذكرنا أن نوجد على هذه الأرض في أدق مراحل التاريخ صعوبة من كثر المؤامرات على سماء هذا الوطن وأرضه وعلى كنائسه ومساجده وعلى موارده ودور عبادته وعلى تشريد أهله وشعبه عقوداً طويلة على مرّ الزمن وما زالوا بإنتظار من ينصفهم بحق العودة من دول الإستكبار التي ما عرفت غير إذلال الشعوب وقهرهم ونهب ثرواتهم وفقرهم في وضح النهار بعد ترويض عملائهم الصغار بقبول ذلك الواقع المهزوم على أرض هذا الوطن الذي ظلّ فاتحاً ذراعيه على مرّ العصور لجميع المقيمين على ترابه . بالتعايش المشترك مهما إختلفت مشاربهم ومعتقداتهم إلى أن جاء العالم بذلك القرار القاضي بخلع الأصيل وزرع البديل لذلك الكيان الآثم الذي زرعوه على هذه الأرض والذي ما زال يرفض التعايش ويصادر الممتلكات ويقيم المستوطنات ويعتقل الألوف ويفتعل المجازر ويغتال الكوادر ويسئ للمشاعر والله اسأل أن يوحد هذه الأمة للتغلب على الأنا فيها برفضها للصراعات الداخلية مؤمنة بأن الدين لله والوطن لجميع المقيمين على ترابه.
ولا يسعني في هذه المناسبة الطيبة إلا أن اْوجه التحية واْجدد العهد والوفاء والبيعة لقائدنا وراعي مسيرتنا فخامة الرئيس الأخ أبو مازن وتوجهاته المحلية والإقليمية والدولية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود الرابع من حزيران عام 1967 . كما ونوجه التحية والإكبار لكافة اسرانا البواسل خلف القضبان والحرية لأسرى الحرية والمجد والخلود لقائد الشهداء الشهيد الخالد القائد الرمز ابو عمارالذي يصادف يوم غد الذكرى الثامنة لرحيله ولشهدائنا الأبرار والله اْلموفق والسلام عليكم.